هب إينفانتينو، رئيس الفيفا، منذ أيام قليلة إلى ريو دى جانيرو ليشارك في الكونجرس السابع والسبعين لاتحاد أمريكا اللاتينية.. ومن يتابع بدقة ما قاله إينفانتينو هناك سيتأكد أنه ليس مجرد الرئيس التاسع للفيفا إنما التاجر الشاطر الذي عرف كيف يستفيد ويبيع ويستثمر أهم ما حققه رؤساء الفيفا السابقون.. فقد اعتبر إينفانتينو الفيفا بمثابة هدية خاصة أرسلها له الصحفى الفرنسى روبرت جرين حين أسس في 1904 الاتحاد الدولى لكرة القدم.. والهدية الثانية كانت المونديال الذي أسسه الفرنسى أيضا جول ريميه في 1931.. ولم يشأ أن يكون مثل البلجيكى سيلدرايس وبعده الإنجليزى أرثر درورى وهما الرئيسان اللذان ماتا في 1955 و1961 أثناء رئاستهما للفيفا من فرط الضغوط والتعب والمرض فقرر إينفانتينو أن يستمتع بحياته ورئاسة الفيفا.. واستوعب درس الرئيس ستانلى راوس حين أهان الأفارقة والأسيويين فخسر انتخابات 1974 ليصبح إينفانتينو أكثر رؤساء الفيفا قربا من مسؤولى القارتين.. ورأى البرازيلى هافيلانج يحيل الفيفا لمؤسسة اقتصادية فقرر إينفانتينو أن يحيل الفيفا لماكينة لا تتوقف عن الربح بأى ثمن..
جاءت الشهرة والمال.. وبقى إنسانا
ولأن هافيلانج زاد عدد منتخبات الفيفا إلى 24 ثم 32 فسيجعلها إينفانتينو 48.. وشاهد بلاتر يختار لأول مرة دولتين تتقاسمان استضافة مونديال 2002 فقرر إينفانتينو إقامة مونديال 2026 في ثلاثة بلدان ومونديال 2030 في ستة بلدان وثلاث قارات.. وإذا كان بلاتر قد اختار الدولتين الفائزتين بمونديالى 2018 و2022 في جلسة واحدة فسيقوم إينفانتينو بمنح مونديال 2034 للسعودية دون رجوع للفيفا ومسؤولية.. وشاهد إينفانتينو النهاية القاسية لبلاتر فقرر أن يحرق طول الوقت أي أوراق قد تدينه يوما ما.. ورغم أن قرار إينفانتينو بإسناد مونديال 2030 لإسبانيا والبرتغال والمغرب والأرجنتين وأوروجواى وبارجواى كان قبل أحداث غزة إلا أن إينفانتينو قال أول أمس إن هذا القرار كان تأكيدا على دور كرة القدم في توحيد العالم رغم كل ما يجرى.. والمؤكد أن إينفانتينو تاجر شاطر جدا.. فقبل السفر إلى ريو دى جانيرو أعلن أنه يتمنى استادا في كل بلد في العالم يحمل اسم بيليه.. وكانت عقدته الأساسية هي رغبته في أن يكون لاعب كرة لكنه لم يملك أي موهبة فقرر أن يدير الكرة في العالم بدلا من لعبها.. وحين كان موظفا في الاتحاد الأوروبى اختار بلاتينى رئيس الاتحاد أبا روحيا لبناته.. وبعدما أصبح إينفانتينو رئيسا للفيفا اتهم بلاتينى بالفساد ومنعه من ممارسة النشاط الكروى.. ووعد الأوروبيين بالطاعة العمياء ليجعلوه في 2016 رئيسا مؤقتا للفيفا ثم أطاح بعدها بكل معارضيه ليبقى رئيسا مدى الحياة.. وأقنع لينا الأشقر بالهرب من بيتها في لبنان ليتزوجها بعدما رفضته أسرتها.
نقلا عن جريدة المصري اليوم
التعليقات 0